کد مطلب:281438 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:417

اخذ المیثاق من الأنبیاء للمهدی المنتظر
1- عن الإمام الباقر علیه السلام - إن الله تبارك وتعالی حین خلق الخلق، خلق ماءً عذباً وماءً مالحاً أجاجاً، فامتزج الماءان، فأخذ طیناً من أدیم الأرض فعركه عركاً شدیداً، فقال لأصحاب الیمین وهم فیهم كالذر یدبون إلی الجنة بسلام. وقال لأصحاب الشمال یدبون إلی النار ولا أبالی. ثم قال: ألست بربكم؟ قالوا: بلی شهدنا أن تقولوا یوم القیامة إنا كنا عن هذا غافلین.

قال: ثم أخذ المیثاق علی النبیین، فقال: ألست بربكم؟ ثم قال: وأن هذا محمد رسول الله، وأن هذا علی أمیر المؤمنین. قالوا: بلی فثبتت لهم النبوة وأخذ المیثاق علی أولی العزم ألا إنی ربكم ومحمد رسولی وعلی أمیر المؤمنین وأوصیاؤه من بعده ولاة أمری وخزان علمی، وإن المهدی أنتصر به لدینی، وأظهر به دولتی، وأنتقم به من أعدائی، وأعبد به طوعاً وكرهاً.

قالوا: أقررنا وشهدنا یا رب. ولم یجحد آدم ولم یقر، فثبتت العزیمة لهؤلاء الخمسة فی المهدی، ولم یكن لآدم عزم علی الإقرار به. وهو قوله عز وجل: (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَی ءَادَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِیَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) (طه:115).

قال: إنما یعنی فترك. ثم أمر ناراً فأججت، فقال لأصحاب الشمال: ادخلوها فهابوها، وقال لأصحاب الیمین: ادخلوها فدخلوها فكانت علیهم برداً وسلاماً. فقال أصحاب الشمال: یا رب أقلنا، فقال: قد أقلتكم اذهبوا فادخلوها، فهابوها، فثم ثبتت الطاعة والمعصیة والولایة-.

فولایة الإمام المهدی جزء لا یتجزأ من الولایة المفروضة علی العالمین فهو الإمام الذی یصلی خلفه وأحد من الأنبیاء العظام من أولی العزم بعد الرسول الأكرم إلا وهو النبی عیسی علیه السلام كما جاءت أحادیث متواترة تتحدث عن هذه المسألة وعن مقامات الإمام(عج) نذكر بعضها:

1- عن الإمام الباقر علیه السلام قال: - یا خیثمة سیأتی علی الناس زمان لا یعرفون الله ما هو والتوحید حتی یكون خروج الدجال، وحتی ینزل عیسی بن مریم من السماء ویقتل الدجال علی یده ویصلی بهم رجل منّا أهل البیت، ألا تری أن عیسی یصلی خلفنا وهو نبی إلاّ ونحن أفضل منه-.

2- عن الرسول الأكرم صلی الله علیه و آله و سلم: - منّا الذی یصلی عیسی بن مریم خلفه-.

3- عن الإمام الصادق علیه السلام: -.. ولو أدركته لخدمته أیام حیاتی-.

4- عن الرسول الأكرم صلی الله علیه و آله و سلم: - الجنة تشتاق إلی أربعة من أهلی قد أحبهم الله وأمرنی بحبهم: علی بن أبی طالب والحسن والحسین، والمهدی (صلی الله علیهم) الذی یصلی خلفه عیسی بن مریم علیه السلام -.

5- وعنه أیضاً صلی الله علیه و آله و سلم: - المهدی طاووس أهل الجنة-.

6- عن الإمام الصادق علیه السلام: - إن القائم منصور بالرعب مؤید بالنصر تطوی له الأرض وتظهر له الكنوز كلها ویظهر الله تعالی به دینه علی الدین كله ولو كره المشركون ویبلغ سلطانه المشرق والمغرب ولا یبقی فی الأرض خراب إلاّ عُمرِّ وینزل روح الله عیسی بن مریم علیه السلام فیصلی خلفه...-.

7- عن الإمام الباقر علیه السلام: -... واخذ المیثاق علی (أولی) العزم، ألا إنّی ربكم ومحمد رسولی وعلی أمیر المؤمنین وأوصیاؤه من بعده ولاة أمری وخزان علمی، وأن المهدی أنتصر به لدینی وأظهر به دولتی وأنتقم به من أعدائی وأُعبَد به طوعاً وكرها؟ قالوا: أقررنا وشهدنا یارب، ولم یجحد آدم ولم یقر، فثبتت العزیمة لهؤلاء الخمسة فی المهدی ولم یكن لآدم عزم علی الاقرار به وهو قوله عز وجل: (وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَی ءَادَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِیَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً) .

8- عن أمیر المؤمنین علیه السلام: -... فنحن أنوار السماء وأنوار الأرض، فمنّا النجاء ومنّا مكنون العلم وإلینا مصیر الأمور وبمهدیّنا تنقطع الحجج، خاتمة الأئمة ومنقذ الأمة وغایة النور ومصدر الأمور...-.

9- عن أمیر المؤمنین علیه السلام: -... ولیكونن من أهل بیتی رجل یأمر بأمر الله قوی یحكم بحكم الله... لیستخلفن الله خلیفة یثبت علی الهدی ولا یأخذ علی حكمه الرشا، إذا دعا بدعوات بعیدات المدی، دامغات المنافقین فارجات عن المؤمنین...-.

10- عن الرسول الأكرم صلی الله علیه و آله و سلم: -... یأتی بذخیرة الأنبیاء علیهما السلام فیملؤها عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً-.

11- وعنه أیضاً صلی الله علیه و آله و سلم: -...تكون الملائكة بین یدیه ویُظهر الإسلام-.

12- وعنه أیضاً صلی الله علیه و آله و سلم: -... یَرُدّ الله به الدّین ویفتح له فتوح فلا یبقی علی وجه الأرض إلاّ من یقول: لا إله إلاّ الله-

وأخیراً ولا آخراً نستطیع القول أن شخصیة الإمام الكبیرة وجلالة قدره لا تتلخص فی نهضته المباركة وفتحه حصون الكفر والشرك واقامته حكومة إسلامیة عالمیة، ولا تتجلی فقط فی إنقاذ البشریة من الظلم والجور وتحقیق القسط والعدل فی أرجاء المعمورة وحسب، بل ان عظمته نابعة من شخصیته الربانیة المباركة ومن نفسه الطیبة الطاهرة وصفاته السامیة الفاضلة وشمائل خلقیاته الكریمة وروحیته السامیة العالیة. ولذلك أخذ المیثاق من الأنبیاء له وذلك لبیان عظمته وعظمة دوره ومن هنا فالإمام فوق الألقاب والكلمات فلا تحدده الكلمات ولا تجسَّده العبارات، فعظمته الشخصیة قبل عظمة إنجازاته الإصلاحیة حیث أنه خُلق من نور عظمة الله جل جلاله مما جعل منه شخصیة فریدة لدرجة كان الأنبیاء یتمنون من الله سبحانه أن یجعل لهم الحظوة بهذه المكانة والمهمة التی ادخرت للإمام المهدی علیه السلام، مثلما تمنی ذلك النبی موسی علیه السلام حینما رأی المقام الشامخ لهذه الشخصیة، غیر أن القرار الإلهی قد حسم الأمر من قبل فجعل هذه الشخصیة المباركة من نسل الرسول صلی الله علیه و آله و سلم ومن ولد الإمام الحسن العسكری علیه السلام فهنیئاً للإمام هذه العظمة والقدسیة وهنیئاً لمقامه الشامخ الذی خصه الله به دون العالمین، ونسأل الله تعالی أن یجعلنا من خیرة أنصاره المخلصین ومن أفضل المستشهدین بین یدیه، ویجعلنا الله معه فی الدنیا والآخرة، وفی درجاته العالیة والمقامات السامیة عنده تعالی وعند الرسول الأكرم وأهل بیته الطاهرین، وما ذلك علی الله بعزیز آمین رب العالمین.